نـــــــــو ر الإ يـــــمــــــان
اهــــــلا وسـهــــلا بــزآئـــر نا الــكـــريم فى نـور الإيــمــــان ( شـعـارنـا الـفـائدة وحــســـن الأخــلاق ، غايتك الجنة قد جمعتنا المحبه فى الله فمن يفرقنا ) نــتــمــنــى لــكـ أســعــد الأوقـــات معنا زورا منتدانا الجديد تعارف قلوب http://goloob.forumegypt.net/
نـــــــــو ر الإ يـــــمــــــان
اهــــــلا وسـهــــلا بــزآئـــر نا الــكـــريم فى نـور الإيــمــــان ( شـعـارنـا الـفـائدة وحــســـن الأخــلاق ، غايتك الجنة قد جمعتنا المحبه فى الله فمن يفرقنا ) نــتــمــنــى لــكـ أســعــد الأوقـــات معنا زورا منتدانا الجديد تعارف قلوب http://goloob.forumegypt.net/
نـــــــــو ر الإ يـــــمــــــان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نـــــــــو ر الإ يـــــمــــــان

تعارف ـ صداقةـ وزواج ـ دردشه ـ نقاشات جادة ـ ثقافة ـ خواطر ـ مسابقات ـ دينى ـ إجتماعى ـ تعليمى .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
  زوروا منتديات تعــــارف قلــــــــــوب الجديدة ترحب بكم وتتمنى لكم اقامة سعيدة ومفيدة معنا للدخول http://goloob.forumegypt.net/ 

 

 لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مجنونة حبك
عضوماسى
عضوماسى
مجنونة حبك


عدد المساهمات : 337
الهوايه : 0
تاريخ الميلاد : 18/06/1993
تاريخ التسجيل : 17/06/2011
العمر : 31
الموقع : http://noraleman.chiefs.tv

لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Empty
مُساهمةموضوع: لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو   لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Emptyالخميس يونيو 30, 2011 5:11 pm

]center] طبيب و 5ع)
قصة بقلم د / أميمة منير جادو
كانا قانعين راضيين رغم كل شئ … يصليان ويحمدان الله دائما … العمر يمضي … وتمر من بين أصابعهما فتوة الشباب، يحمدان الله … فالأولاد بخير .. إذن الدنيا بخير ..
يتعب الأولاد … ولكن علاجهم موجود … ومادامت الأزمة تنتهي بالشفاء فالحمد لله، إن أمراض الحصبة والحساسية والأنفلونزا والإسهال والقيء وحتى الحمى، لها فترة احتضان وتنتهي بإذن الله، إنها (مقدور عليها) وأولادهما أحسن من أولاد غيرهما … يدعوان ويشكران الله.
الغلاء مستمر ، وما كان يكفي بالأمس لم يعد يكفي اليوم، الأولاد تكبر، والمطالب تزداد، والحياة صعبة مجهدة لمن يكافح مثلهما ليل نهار، ولكنهما يحمدان الله.
هي صبورة مثابرة، تهون عليه ببسمتها وإيمانها الدائم وعزيمتها التي لا تكل.
يعود مهموما متعبا وحزينا دائما، فتبلسم جراحه وآلامه بقبلة على جبينه عند الباب: حمد لله على السلامة يا بابا (كما اعتادت أن تناديه وتدلله) تأخذ عنه أثقاله وما حمله من مواد تموينية .. يوم مليء بالكفاح منذ أشرقت شمسه، ثم مروره على السوق لشراء مستلزمات الطعام والشراب (فالبطون لا تكف عن النداء) ثم المواصلات بزحامها والعربات المتكدسة كعلبة السردين … هو في بلد وعمله في بلد آخر، وهى مثله.
يعود مجهدا .. يطالعه الأثاث المهتريء منذ زواجه لم يستطع دخلهما أن يسد نفقات التجديد أو التغيير أو التعديل فما بالك بالإضافة؟ ها هي الأريكة التي سقطت على الأرض ويغوص فيها من يجلس عليها، فراحت تعوض سقوطها بالوسائد المحشوة بقصاصات الأقمشة المستهلكة والقديمة البالية، وبقايا ما تفصله بنفسها للأولاد فأعادت لها بعض رونقها القديم وغطتها بنصف ملاءة بالية نظيفة وشدتها من الحواف فبانت منسقة … يا لك من زوجة رائعة … يحدث نفسه، تطالعه منضدة الطعام من الخشب الحبيبي الرخيص (هي .. هي) تكسر إطارها المعدني وصدئت أقدام مقاعدها، وتنسر نسيجها الخشبي من الفورمايكا (لم أجهزها بسفرة مثل رفيقاتها، وإنما كان أي شئ يسد الحاجة وقتها والسلام، وكله يؤدي الغرض عندها، فما فائدة (البوفيهات) أو (النيش) أو (البار) وغيره … إنها رفاهيات لا داعي لها (من وجهة نظر زوجته الطيبة حتى لا تثقل عليه بأعباء الجهاز) ثم إنها تحتاج لحجرة مغلقة ولا يدخلها إلا الزوار … ولكن هذه معقولة للاستخدام .. ينظر نحو الستائر في مقدمة الصالة، هي .. هي … الستائر التي بليت منذ عشرة أعوام، والزينات التي علقت على الحائط من لوحات متواضعة رخيصة وبعضها ابتكرته من صنع يديها، أعرف أنها لا تشعر بتفاهتها إلا عندما تزور إحدى صديقاتها اللاتي تزوجن من أثرياء فتجد الثريات والمرايا والتحف والسجاد العجمي تغوص فيه أقدامها والصالونات الفخمة والمذهبة والكثير من مظاهر الثراء … تعود وتحمد الله، أدرك ما تعانيه وهي تقول: الحمد لله أن أحدا لا يزورها غير أهلها، وهم طيبون ليسوا أغراب، مسكينة: لا وقت لديها لعقد صداقات وتبادل زيارات ولا حتى الجيران، إن وقتها مشغول بالمذاكرة للأولاد والعمل وسهرها على مراجعها تحقيقا لطموح قديم لا أنكره عليها وإبداعاتها أحيانا، وهاأنذا اعتدت الذهاب للمستشفى صباحا وبعد الظهر لعيادة أحد الأصدقاء الذي سافر للخارج فتركها لي مناصفة في الدخل … الحمد لله ماذا كنت سأفعل؟ يحدث نفسه!
منهكا يعود كل مساء للمنزل ودائما هي أرزاق (الجايه على قدر الرايحه) مستورة والحمد لله، الغلاء لا يدع فرصة للادخار … ألا من سفر؟
يحثها على التقديم للإعارة، تقدم كل عام ولكن لم ينصفها الحظ أبدا، تخصصها العلمي الدقيق غير مطلوب في الدول العربية إلا نادرا .. كل عام يطلبون منه أعدادا نادرة، يتقدم ترتيبها كل عام عن سابقه ولكن مازال المشوار طويلا يحتاج لسنوات أخرى أو طفرة.
- "لابد من السفر … الأولاد يحتاجون … يكبرون … والغلاء مستمر … وصحتي تتدهور يوما بعد يوم … عشرة سنوات مضت على تخرجي، وخمسة على تخصصي .. وأعمل في مهنة من أشرف المهن، بل وذائعة الصيت بما تدره من ربح وفير، ولم أستطع فتح عيادة تخصني، أو أشتري سيارة صغيرة أذهب بها للريف الذي مازلت أعمل به" قالها بحزن وتنهد .. هيه ..
- "الحمد لله، نحن أفضل من غيرنا بكثير .. ما دمنا لا نبيت بدون عشاء … رزق هنا رزق هناك …" قالت تواسيه.
- ولكن عطائي يقل … العمر يتقدم ومجهودي لم يعد بذات الكفاءة، المرض يأكل من جسدي كل يوم … أريد أن أفعل شيئا للأولاد يكفيهم الحاجة وذل السؤال … وأنت تعبت كثيرا معي … عمري ليس بطويل (ويبكي).
تنشطر روحها أسى عليه فتهدهده: فال الله ولا فالك … بعد الشر عنك، قعدتك معانا بالدنيا وما فيها … دخلتك علينا كل يوم تسوى كام؟ غربة وسفر وفراق … هو إحنا هنعيش كم مرة؟ مأثورات جدتها مازالت تسكنها.
- كم مرة قدمت أوراقي للسفر في الإعلانات ولكن كلها تحتاج للواسطة، والمبالغ المطلوبة ليس معنا مليما منها، كل زملائي سافروا ما عدا أنا … أهو نحس؟! قالها بيأس.
- استغفر الله العظيم، لا تفقد إيمانك بالله، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ماذا لو سافرت وفقدت أحدنا؟ ماذا لو سافرت وصرفت كل ما ادخرته على مرض أينا؟ الغربة لها ثمن، والمال لا يأتي بلا مقابل، دائما تأخذ الغربة شيئا … هل شكوت لك من شئ؟
(كانت تصبره وتستعيده من غفلته التي يبعثها اليأس والقنوط أحيانا في نفسه).
ومرت الأيام والشهور … كم من إعلان في الجريدة تقدم إليه ... كم من مجهـود بذل … أوراق تصور … خطابات ترسل بالبريد أحيانا، وتسلم باليد في أحيان أخري، لجان تعقد للمقابلة الشخصية، امتحانات تؤدي من الصعوبة والعسر بحيث تعجز معها قدرات الأطباء المتخصصين أحيانا … مازالت الواسطة تلعب دورها … وإنما الامتحانات عملية شكلية مبررة.
(كاد يفقد الأمل)
إعلانات وإعلانات … مطلوب طبيب أخصائي (كذا) لشركة كبرى بالسعودية … مطلوب طبيب أخصائي (كذا) العمر لا يزيد عن (كذا) الراتب (كذا) … لمستوصف بالكويت … والشروط (كذا .. كذا .. كذا … مطلوب أطباء بشريين في التخصصات التالية (كذا … كذا … والمقابلة في سفارة سلطنة عمان … الخ.
مطلوب … مطلوب … إعلانات وإعلانات … وكل مرة يقدم أوراقه … يسافر يعود منهوكا … سدى … سدى (لا داعي لتضيع الوقت في السفر من الإقليم الذي أسكنه إلى القاهرة، وتبديده هباء بين المواصلات والمصروفات والبيت أولى بها، مادام لا فائدة …) حدث نفسه.
(كان قد فقد الأمل في السفر تماما).
يأتي ذات يوم متكدرا مهموما للغاية، سألته بحنان: ماذا بك؟ لا يعلن عن شئ، يصلي وينام قليلا ويعود للعيادة مساء … نفس الساقية تدور بهما معا…
بعد أيام تكتشف زوجته الطيبة أن دخل العيادة في الشهور الماضية (شهور الشتاء) قد صرفت بالكامل على البيت دون أن يحجز نصفها (نصيب صاحبها الغائب) فيضطر للاقتراض والدين، والتضييق في المصروف كي يدخر المبلغ المطلوب ليسلمه لمن ينوب عنه، كانت شهور (فئراير).
- إن شاء الله تفرج، خلي عنك، ونحسبها ضاقت فإذا بها تفرج، تقولها مبتسمة، تقبله على جبينه: أرني ابتسامتك العذبة، تتدبر لا تحمل هم شئ … (تدبر له المبلغ ويسترها رب العباد).
يعود متكدرا مهموما .. تطيب خاطره بكلماتها العذبة، تأخذه لصدرها بحنان، تعرف يقينا أنه لا يفصح عادة إلا بعد أيام … تهدهده .. وتتركه لحاله لحين يبوح لها، ثم تعرف أن أحد أصدقائه قد سافر …
(في كل عام يسافر له صديق تقريبا … سافر د. محمد، د. علي، د. محمود، د. سعيد، د. أميرة، د. نادية، د. مجدي … لم يبق إلا هو … حتى د. هشام الأحدث منه في التعيين وكان يعتبره من تلامذته حصل على عقد وسافر أيضا …).يهمس: أعطني قيراط حظ ولا فدان شطارة.. كان من أمهر الأطباء في تخصصه، وتتحدث عنه المدينة كلها كلهم سافروا.. إلا أنا… الحمد الله.
وكل من سافر عاد بالكثير، منهم من فتح عيادة جديدة، من اشترى أرضا، سيارة، بيتا، شقة تمليك، ذهبا لزوجته وملابسا غالية لأولاده، منهم من تزوج وجهز بيتا فخما، من عاد بالأجهزة الكهربية الغالية والأدوات الحديثة والبطاطين على أقل تقدير …
إنه لم يزل كما هو عند خط الصفر أو بالأحرى (تحت خط الفقر)، الجميع حققوا أكثر من (عين) تلك التي يحلم بها الأطباء عادة عندما يحلمون بالالتحاق بكلية الطب أولا ثم عندما يمارسون العمل فلابد للطبيب من خمسة (عين) وأحيانا ستة. (ع) عيادة، عروسة، عزبة، عربية، عمارة.
وهو لم يحقق إلا واحدة "العروسة"..
تدرك ما يدور بخاطره، تفهمه دون أن ينطق، تداعبه وهى تحيط عنقه بيديها: أنا زعلانه منك! ألا حققت أهم (عين) فيهم؟ أنا؟ بزمتك ألم أكن أجمل عروسة وقتها .. دعك من الافتراء إذن!يدرك أنها تخفف وتحنو، يضمها إلى صدره ويقبلها فوق جبينها، تمازحه: فقط!
يبتسم بحزن ويخطف قبلة أخرى حزينة فوق جبينها أيضا … تعرف أنه لا فائدة .. تدعو له وتبتسم: وجودك معنا والله بالدنيا.. يفعل الله ما فيه الخير، أنا لا أستطيع البعاد عنك فكيف تريده أنت! ثم تستطرد: أنا لا أعرف والله كيف يسافر الرجل ويترك زوجته وأولاده أو العكس … الحياة عائلة واحدة مجتمعة و(لم الشمل) له معنى كبير، وليست الفرقة … رجلي على رجلك لو حصل، ينظر إليها ساخرا: وهل يعجبك حالنا هذا؟
- أفضل من غيرنا … الحمد لله.
- ونعم بالله …
وتمر الأيام … محبطا لا يشكو … متألما صابرا … مجهدا … قانعا مضطرا … راضيا مجبرا… سمع بالصدفة من زميل يتحدث مع الآخر بالمستشفى: هل قدمت في إعلان الكويت؟
- نعم أرسلت أوراقي.
يسأل مندهشا: أي إعلان؟
- الإعلان الأخير؟ ألا تعرف؟ من أسبوع تقريبا .. يضيق في نفسه، لماذا لم يخبره أحد؟ حصل عليه من أحدهما فوجد الشروط منطبقة تماما عليه … أسرع بتجهيز أوراقه، بقى أسبوع آخر، أعد مظروفين، أعطى واحدا لزوجته لتسلمه للمكتب بالقاهرة، وأرسل آخر بالبريد الدولي السريع.
عندما ذهبت كان سور (الفيلا) في المهندسين محاطا بالأطباء كأطفال جوعى في حلبة توزيع ساندوتشات مجانية، أو كمظاهرة حول جمعية استهلاكية، كان المشهد مؤسفا، وكل منهم قد أمسك بمظروف أصفر بيده والبوابة مغلقة ولا أحد يكلمهم أو يأخذ منهم.
استرعت الظاهرة انتباهها .. حزنت لأجل صفوة شباب المحروسة … خيرة أبنائها الذين دخلوا الطب قبلا بالكفاح والعرق وسهر الليالي … آه يا بلد … لم يكن زوجها هو الأوحد إذن … إنه رمز لضياع شامل وطبقة مشردة بعد صبر طال.
توجهت نحو البوابة بيأس حزين، وجدت طبيبا يتحايل على (تمورجية) كما بان من هيئتها ليدخل وقد منعته وبينهما مشادة … تمتمت في نفسها: وا … معتصماه .. وا … ثم صمتت.أدركت أن الأمر يحتاج لقدر كبير من الجرأة والذكاء واللباقة.
دفعت الباب بيدها ودخلت بثقة … نادتها: لأين؟
نظرت إليها باحتقار: ألا تعرفيني؟ عندما تدخلين ستعرفين من أنا؟ سيقولون لك …
حاولت المرأة أن تتفرس وجهها، أو لعلها تستعيده من ذاكرتها العتيقة، دفعتها بكبرياء: السيارة في الممنوع، ولدي موعد هام … مضت للداخل … تركتها وعادت للبوابة، تمنع جموع الأطباء المخذولين بالعدل اليوم.
في المدخل احتارت، لابد أن تكمل ما بدأته … وأمام رجل ضخم الجثة كث الشعر أسوده وقفت .. كان هو المسئول عن الأوراق.
سألته : بخصوص الإعلان!
رد بجفاء : اكتفينا ..
- ولكن كيف … باق من الزمن أسبوع.
- اكتفينا …! قالها قاطعة حاسمة مدببة لا ترد كحكم محكمة نهائي.
ردت ممرضة : يمكن أن نأخذ منك ولكنه سيبقي سجين أدراجنا .. قد لا نغضبك ونأخذه ولكن في الحقيقة اكتفينا…!
يبدو أن الرجل الضخم كان به قلب خرتيت طيب : عموما هاتيه، فقد يحتاجون للمزيد … وأخذ المظروف ووضعه مع مجموعة أخرى من المظاريف فوق مكتبه.
ردت الممرضة : إن من يصمم نأخذ منه، مثل هؤلاء … وأشارت للمظاريف المركونة.
خرجت متباطئة، شعرت بأنها لم تفعل شيئا، لم يشف غليلها، ولو بلغته بهذا ستزيد إحباطاته، شئ ما دفعها لأن تصعد الدرج وتسأل عن المستشار العربي المسئول .. قابلها أحد الموظفين السعاة سألته: أين مكتب المستشار الصحي؟
-سيادته شخصيا‍‍!
تمتمت في نفسها (هأقابل صلى الله عليه وسلم مثلا) رفعت صوتها: نعم.
نظرت ببرود : بخصوص الأوراق والإعلان.
قال متجاهلا: التسليم أسفل.
- لا …
- لديك موعد؟
- لا .. سأعطيك (كارتا).
وراحت تبحث في حقيبتها عن أحد كروتها، كل (الكروت) استنفذت فيما عدا واحدا مكتوبا عليه من الخلف … لم تقرأه أعطته له، قلبه الرجل: ولكن سيدتي … وأشار لما خلف (الكارت) .. إنه سيحتفظ به..كان الرجل قد قرأ لقبها مديرة (…) وصحفية بجريدة (…) اعتدل الرجل في حديثه ووقف موقرا لها : لا داعي للكارت سأخبره … تمتمت في نفسها (أه يا بلد شهادات ..) ثم عادت تنكر ما همست به لنفسها (لا .. شهادات ايه؟).
دخل ثم عاد : تفضلي يا هانم.
دلفت للمسئول بابتسامة وقورة شجاعة، طالعت رجلا ضخما متجهما جادا تعلو جبينه زبيبة صلاة كبيرة وإمارات طيبة .. قدمت نفسها وجلست بثقة قبلما يقول لها تفضلي، إلى أن أنهى حديثه مع مجالسيه وبادرته بسؤال ذكي إن كان قد قرأ لها في صحفهم أم لا بوصفها إعلامية لديهم، ولم تعطه فرصة للرد فقد بان بأنه لا يتابع تماما الجرائد طاويا خجله أمامها، فسألته ما تريد، وسألها :معك الأوراق؟
-نعم.
نادى المستشار ساعيه وأخبره أن يذهب بها للمسئول (من عند الحاج)، فهمت التوصية، فرحت ودخلت بثقة، معي الأوراق ولكن تركتها في المكتب أسفل .. استأذنت لتعود بها.
هبطت الدرج مرة أخرى، ولكن الموظف الأول لم يشأ أن يرد لها الأوراق .. أخذت الموضوع بجدة وسألته : أريد الأوراق للمستشار.
بان على وجهه ارتباكه وسرعان ما جعلها مزحة بذكاء وهو يبتسم عندما أعطاها إياها.
لحظة واحدة جفت فيها دماؤها ثم عادت فقال: إلي من؟ ردت: الأستاذ (فلان).
سلمها باقي المظاريف مع مظروفها، داعبها شيطانها أن تخفي باقي المظاريف في حقيبتها مادام الإعلان قد اكتفي، ولكنها بسرعة قهرت شيطانها وقالت: حرام.
وسلمت للموظف المظروف .. فضه أمامها وراح يضع بقلمه علامات …سألها عنه (صاحب الأوراق) فاعتذرت عن عدم حضوره وسألت إن كانت هناك (مقابلة) … أجابها : سنرسل لكم تلغراف أو نتصل هاتفيا..
- هل نتوقع خيرا إن شاء الله .. الشروط منطبقة تماما.
- بإذن الله .. وكان مهذبا كريما ودودا … استبشرت به، أرادت أن تترك له رقم هاتفها أو كارتا لأي خدمة تقدمها له في محيط عملها .. شكرها، وقبلما تنصرف طلب استبقاءها لفض باقي المظاريف قالت: ليست تخصني إن ما يخصني هو ما كان معك ..
- وما هذه؟
- أعطاني إياها الموظف بالدور الأرضي!
- وهل يشغلك أيضا؟ اعتذر لها، وانصرفت، هبطت الدرج مبتسمة متفائلة أنها حققت شيئا ما اليوم … ولم تفعل أي شئ آخر .. كانت مشبعة بتفاؤل ما .. من أجله … حبيب قلبها … وحياتها كلها.
عندما حل المساء ، كانت بالرابطة التي شكلت حديثا مع مجموعة من الزملاء والزميلات، استدعاها الأستاذ محمد، ذلك الرجل الطيب، هذا العجوز المتفائل دائما …. وكانت تتفاءل به ودائما ما تدعوه بأنه (بركة) وكله خير، قرأ فنجانها ذات مرة فاستبشرت به، وأحيانا كان ينظر في الكف فقط من بعيد ثم يقول أشياء من عنده وتكهنات عن طيبة ومشاعر ودودة فتتفاءل.
كانت تعتقد دائما فيما وراء الطبيعة وعالم الأرواح والقوى الخفية والجن والسحر والحسد و…. الخ
بشرها الأستاذ محمد (البركة) : اليوم سيحدث شئ ما .. فيه خير كثير … عندما تعودين سيكون : خير كثير.
تساءلت في نفسها : ترى أي خير هذا …؟ كل يوم مثل الآخر وأعود مساء ماذا سيحدث في المساء؟
عاد مصمما: لا تنسيني في العسل الأبيض (أول قطفة) من بلدكم، ولا تنكري الخير الذي ستجنيه وخبريني به!
سألته بدهشة: ترى ما هو؟ اليوم؟ اليوم؟ الليلة؟ الليلة؟
عادت تحدث نفسها (ولماذا اليوم؟ سأعود إن عدت بخير سأجد زوجي والأولاد كالعادة ولا جديد، ترى هل تأتيني رسالة مثلا هامة؟ آه لو حدث! أم سأنال خيرا من زوجي، منذ فترة طويلة لم يسقني خيره! معذور) عادت … عندما عادت وجدت ابنتها قد عادت من عند جدتها ولم تكن رأتها لثلاث ليال، فرحت لما رأتها … لبثت تفكر وهي تحتضنها وتضمها لصدرها … ترى هل هذا هو الخير الذي حدثني عنه الأستاذ محمد البركة؟ ربما…
عندما عاد زوجها قصت له أحداث اليوم كله كعادتها، وبشرته ، فبان سعيدا متفائلا إلى حد ما … سألت نفسها .. هل هذا هو الخير؟ ربما!
عندما أوت إلى الفراش … انتظرت منه خيرا آخر ولكنه لم يأت … (إذن فليست هي الفكرة التي راودتني …) حدثت نفسها (أليست حسنة يأخذها زوجي إن أتاها حلالا كما قال الرسول (ص) … لماذا لا يريد أن يأخذ ثوابا في ليكون هو الخير … نامت وأصبح الصباح … وأصبح بعده كم من الصباحات…
وفي يوم ما … وصل تلغراف :
ندعوكم للمقابلة الشخصية مع المستشار الصحي لدولة (كذا) بالعنوان ( كذا …. كذا).
استبشر فرحا عندما تسلم التلغراف، راحت تدعو له وتبارك … حلم أول أمس الذي حدثتك عنه … ألم أقل لك حلمت برسالة وصلتنا فأسعدتنا …
كان هاتف يخبرها (آه … ذاك هو الخير الذي حدثك عنه الأستاذ محمد البركة في ذاك اليوم المزعوم … لم يتأخر كثيرا).
بكت كثيرا عندما نظرت إليه وتوقعت أن يرحل، وأن يذهب بعيدا .. سألت نفسها : من قال إن السفر خير؟ من قال إن بعدك عني خير؟
من سيفتح بابنا دونك كل ليلة … إن وجودك معنا هو الخير .. كل الخير … فأنت كنوز الخير لو تعلم.
study farao lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل ليس له مثيل
Admin
Admin
رجل ليس له مثيل


عدد المساهمات : 578
الهوايه : 0
تاريخ الميلاد : 27/03/1978
تاريخ التسجيل : 14/06/2011
العمر : 46

لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو   لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Emptyالجمعة يوليو 01, 2011 1:02 am

قصة جميلة بروحك نور العيون

تسلموووووووووووو عليها

والله لايحرمنا منك يالطيبة

دومتى بخير لنا جميعا


كل الود والاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://noraleman.chiefs.tv
مجنونة حبك
عضوماسى
عضوماسى
مجنونة حبك


عدد المساهمات : 337
الهوايه : 0
تاريخ الميلاد : 18/06/1993
تاريخ التسجيل : 17/06/2011
العمر : 31
الموقع : http://noraleman.chiefs.tv

لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو   لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Emptyالسبت يوليو 02, 2011 2:52 pm


لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو 7042361712125347820


لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو 2069019191541438018
ميدولف&&&&&&&&
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حياتي كلها لله
نائب المدير
نائب المدير
حياتي كلها لله


عدد المساهمات : 366
الهوايه : 2
تاريخ الميلاد : 01/07/1997
تاريخ التسجيل : 21/06/2011
العمر : 27
الموقع : مصر

لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو   لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو Emptyالإثنين يوليو 18, 2011 11:14 pm

يسلمووووووووووو

قصه رائعه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://noraleman.chiefs.tv/
 
لا لا ترحل حبيبي بقلم د .أميمة منير جادو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شوق حبيبي
» ايوة يا ................... حبيبي
» خلاص يا حبيبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نـــــــــو ر الإ يـــــمــــــان :: أقســــــام الــمنتـــــــــــدى :: قســــــــم القصص والروايــات-
انتقل الى: